بيت المقدس :
تعريفه في اللغة : هو البيت المنزه ، أو المطهر.
وقيل : الأرض المباركة . انظر معجم البلدان (5/166).
بناء المسجد الأقصى :
عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت :" يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولاً ؟ قال : المسجد الحرام ، قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى ، قلت : كم كان بينهما ؟ قال : أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصلِّه ، فإن الفضل فيه ".
رواه البخاري ( 6/408 فتح )
من فضائل المسجد الأقصى
أن النبي أسري به إليه ، وعُرج به منه إلى السماء قال تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله .
وأنه في أرض مباركة قال تعالى :{ ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين }.
وهو أحد المساجد الثلاثة التي لا يجوز شد الرحال إلا إليها ففي الصحيحين عن النبي :" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجد الأقصى ومسجدي ".
وهو أولى القبلتين ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي إليه في بداية فرض الصلاة ، ثم أمر بالتحول إلى الكعبة .
قال شيخ الإسلام :" وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فلم يكونوا يعظمون الصخرة فإنها قبلة منسوخة ، وإنما يعظمها اليهود وبعض النصارى ". اهـ
" مجموعة الرسائل الكبرى "(2/5
المسجد الأقصى المبارك هو أولى القبلتين ، وثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام بمكة ، وثالث مسجد تشد إليه الرحال بعد المسجدين الحرام والنبوي .
إليه أسري بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ومنه بدأ معراجه إلى السماء ، وفيه أم الأنبياء .
وهو الذي قال فيه رب العزة {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير }.
مزاعم اليهود حول الأقصى
هذا المسجد المبارك تعرض ويتعرض لاعتداءات كثيرة طالت الإنسان والبنيان ، بزعم أنه في موضع " الهيكل the Temple " ! غير أن أعظم خطر يهدده هو جهل المسلمين بحقيقته ، هذا الجهل الذي يشدّ على أيدي الصهاينة - عليهم لعنة الله - والذي زادت وسائل الإعلام منه بقصد منها أو بغير قصد ، حتى بات المسلمون في حيرة من أمر مسجدهم المقدّس
ما هو المسجد الأقصى ؟
إن الأقصى هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة ، فوق جبل موريا- أحد الجبال الأربعة التي تقوم عليها القدس .
قال شيخ الإسلام :" المسجد الأقصى اسم لجميع المسجد ".
" مجموعة الرسائل الكبرى "(2/57-5
ويمتد الأقصى على مساحة شبه مربعة تبلغ 144 ألف متر مربع ، تضم - فضلا عن الساحات المكشوفة - أكثر من 200 مبنى تاريخي بين مساجد ، وقباب ، وسُبُل ، وأبواب ، ومدارس ، وبوائك ، ومصاطب ، وآبار ، وغيرها .
المسجد القبلي
وهو المسجد الذي يسميه العامة " الحرم القدسي الشريف "، ولكنها تسمية خاطئة لا تصح ، ففي الإسلام حرمان فقط متفق عليهما هما : المسجد الحرام والمسجد النبوي .
يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
" نسمع تعبيراً عن المسجد الأقصى :" إنه ثالث الحرمين وأولى القبلتين " وهذا التعبير يحتاج إلى فهم إذا قلنا ثالث الحرمين فإنه ربما يفهم السامع أن المسجد الأقصى له حرم ، أو أنه حرم ، وليس كذلك فإن المسلمين أجمعوا على أنه لا حرم إلا في مكة والمدينة ، واختلفوا في وادي وج وهو واد في الطائف ، والصحيح أنه ليس بحرم ، أما المسجد الأقصى فليس بحرم ، لكنه مسجد معظم تشد الرحال إليه ، وأما أولى القبلتين فإنه قد يفهم السامع أن هناك قبلتين باقيتين ، وأن أولاهما المسجد الأقصى فيظن السامع أن الاتجاه إلى المسجد الأقصى ليس بمنسوخ من أنه منسوخ ، والذي ينبغي أن يتجنب الإنسان كل عبارة فيها إبهام ، ونقول في المسجد الأقصى إنه أحد المساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها وكفى به شرفاً أن تشد الرحال إليه ". أهـ
" مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين "( 12/348 )
- فهو ليس المسجد ذو القبة الرصاصية الذي يسمى بالجامع القِبليّ ويسميه البعض جامع المسجد الأقصى ويطلق عليه الناس تجاوزا اسم " المسجد الأقصى المبارك "، وما هو إلا الجزء الجنوبي المواجه للقبلة من الأقصى، ومن هنا جاءت تسميته بـ"القبلي". وهو موضع صلاة الإمام في المسجد الأقصى المبارك .
وقد بني هذا المسجد في المكان الذي صلى فيه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- لدى الفتح الإسلامي للقدس عام 15هـ/ 636م . شرع ببنائه الخليفة عبد الملك بن مروان ، وتم البناء في عهد ابنه الوليد بن عبد الملك بين عامي 86 - 96هـ/ 705- 715م .
يبلغ طول الجامع القبلي من الداخل 80م ، وعرضه 55م ، وله قبة مغطاة بألواح الرصاص ، ويتسع لـ 5500 مصل .
وعندما احتل الصليبيون القدس ، غيروا معالم الجامع القبلي ، فاتخذوا جانبا منه كنيسة ، وجانبا آخر سكنى لفرسانهم ومستودعا لذخائرهم .
ولما حرر صلاح الدين الأيوبي القدس في 19- 4- 538هـ/4– 7- 1187م ، أمر بإعادة المسجد إلى ما كان عليه .
قبة الصخرة التي فُتن بها كثير من المسلمين
- كما انه ليس المبنى الثماني الشكل ذو القبة الذهبية المسمى بقبة الصخرة فقط ( انظر الصورة ) ...
قبة الصخرة هي المبنى المثمن الذي تعلوه قبة ذهبية ، وتقع في موضع القلب من المسجد الأقصى المبارك تقريبا ، وهي أقدم وأعظم أثر معماري إسلامي ، والمعلم المميز لمدينة القدس حتى اليوم .
أقامها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بين عامي 66-86 هـ / 685-705م ، لإظهار عظمة الخلافة الإسلامية ، وذلك فوق الصخرة المشرفة التي كانت قبلة أنبياء بني إسرائيل ، والتي يرجح أن تكون الموضع الذي عرج منه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء .
(
اضغط هنا لرؤية القبة من الداخل )
وتمثل الصخرة أعلى بقعة في المسجد الأقصى ، وهي عبارة عن شكل غير منتظم ، ويوجد أسفل جزء منها مغارة فوقها ثقب ، لكنها غير معلقة ، ولا يصح فيها كثير من المرويات ، كما يحذر من تعظيمها ، حيث لم يرد بذلك شرع ، فلا يجوز تقبيلها أو التمسح أو التبرك بها .
يقول الشيخ الألباني :
" هذه الصورة الآن ضللت العالم الإسلامي ، وجعلت الصخرة صخرة مقدسة ، وهي صخرة من الصخور لا قيمة لها ، سواء كانت هناك أو في بريطانيا ! لا قيمة لها اطلاقا ، فحينما تصور المسؤلون عنها مباشرة هم الملوك الذين ينفقون الأموال الطائلة في سبيل زخرفتها وتزيينها ، وفي ذلك تضليل للشعوب الإسلامية ، فصارت هذه الصخرة صخرة مقدسة ... فأما هذه الصخرة فمضلة ومضللة ، ومن جملة تأييدها نصبها ووضعها في صدور المجالس ، ونحن معشر السلفيين صاننا الله عز وجل من أن نقدس حجارة لا قيمة لها إسلامية ". أهـ
" سلسلة الهدى والنور " ( شريط 541 – دقيقة 48 )
تقارب مساحة قبة الصخرة ثلاثة دونمات ( الدونم = ألف متر مربع )، وهي مخصصة حاليا لصلاة النساء في المسجد الأقصى المبارك .
أثناء الاحتلال الصليبي للقدس ، جرى تحويل هذا المكان إلى كنيسة ، كما أنشئ مذبح فوق الصخرة ، ورفع الصليب فوق القبة إلى أن تحررت القدس على يد صلاح الدين الايوبي عام 583 هـ- 1187م.
بل كلاهما جزء منه .. جزء من كامل مساحة الأقصى المحاطة بالسور ، والتي ما تغيّرت منذ عهد آدم عليه السلام - أول من بنى الأقصى على أرجح الأقوال ( دون أن يكون قبله كنيس ولا هيكل ولا معبد ). ثم تتابعت بعده عمليات الترميم وإعادة البناء ..
فقد عمره نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام حوالي العام 2000 قبل الميلاد ، وعمره أبناؤه إسحاق ويعقوب عليهم السلام من بعده ، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه ، حوالي العام 1000 قبل الميلاد .
وفي العهد الإسلامي ، باشر الأمويون بناء الأقصى بشكله الحالي ، فبنوا قبة الصخرة ، والجامع القبلي ، واستغرق هذا كله قرابة 30 عاما من 66 هـ/ 685 م - 96 هـ/715 م .
ثم توالت عمليات التعمير والترميم على يد العباسيين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين .
أبواب الأقصى
وللأقصى عشرة أبواب مفتوحة هي: باب الأسباط ، وباب حطة ، وباب شرف الأنبياء (فيصل) ، وباب الغوانمة (الخليل) ، وباب الناظر ، وباب الحديد ، وباب القطانين ، وباب المتوضأ (المطهرة) ، وباب السلسلة ، وباب المغاربة ، كما أن له خمسة أبواب مغلقة .
أين يفضل الصلاة فيه ؟
قال شيخ الإسلام :
"وقد صار بعض الناس يسمي الأقصى المصلى الذي بناه عمر بن الخطاب في مقدمته والصلاة في هذا المصلى الذي بناه عمر للمسلمين أفضل من الصلاة في سائر المسجد ، فإن عمر بن الخطاب لما فتح بيت المقدس وكان على الصخرة زبالة عظيمة لأن النصارى كانوا يقصدون إهانتها مقابلة لليهود الذين يصلون إليها ، فأمر عمر بإزالة النجاسة عنها ، وقال لكعب : أين ترى أن نبني مصلى للمسلمين ؟ فقال : خلف الصخرة ، فقال : يا بن اليهودية ! خالطتك اليهودية ، بل أبنيه أمامها فإنّ لنا صدور المساجد .
ولهذا كان أئمة الأمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة في المصلى الذي بناه عمر ، وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر ولا الصحابة ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة ، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية ". اهـ
مجموعة الرسائل الكبرى (2/57-5
محمد نور