منتديات القمة الإسلامية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قرآن كريم - حديث شريف - خطب - فتاوى - مقالات - مرئيات - فلاشات اسلامية - ركن الأخوات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دلائل الإعجاز

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
memo
رئيس مجلس الإدارة
رئيس مجلس الإدارة
avatar


عدد الرسائل : 103
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 24/10/2007

دلائل الإعجاز - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دلائل الإعجاز   دلائل الإعجاز - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 31, 2007 4:42 pm



القرى كثر رماد القدر وإذا كانت المرأة مترفة لها من يكفيها أمرها ردف ذلك أن تنام إلى الضحى‏.‏
وأما المجاز فقد عول الناس في حده على حديث النقل وأن كل لفظ نقل عن موضوعه فهو مجاز‏.‏
والكلام في ذلك يطول‏.‏
وقد ذكرت ما هو الصحيح من ذلك في موضع أخر‏.‏
وأنا أقتصر هاهنا على ذكر ما هو أشهر منه وأظهر‏.‏
والاسم والشهرة فيه لشيئين‏:‏ الاستعارة والتمثيل‏.‏
وإنما يكون التمثيل مجازاً إذا جاء على حد الاستعارة‏.‏
فالاستعارة أن تريد تشبيه الشيء بالشيء فتدع أن تفصح بالتشبيه وتظهره وتجيء إلى اسم المشبه به فتعيره المشبه وتجريه عليه تريد أن تقول‏:‏ رأيت رجلاً هو كالأسد في شجاعته وقوة بطشه سواء فتدع ذلك وتقول‏:‏ رأيت أسداً‏.‏
وضرب آخر من الاستعارة وهو ما كان نحو قوله‏:‏ من الكامل‏:‏ إذ أصبحت بيد الشمال زمامها هذا الضرب وإن كان الناس يضمونه إلى الأول حيث يذكرون الاستعارة فليسا سواء وذاك أنك في الأول تجعل الشيء الشيء ليس به‏.‏
وفي الثاني تجعل للشيء الشيء ليس له‏.‏
تفسير هذا أنك إذا قلت‏:‏ رأيت أسداً فقد ادعيت في إنسان أنه أسد وجعلته إياه ولا يكون الإنسان أسداً‏.‏
وإذا قلت‏:‏ إذ أصبحت بيد الشمال زمامها فقد ادعيت أن للشمال يداً‏.‏
ومعلوم أنه لا يكون للريح يد‏.‏
وهاهنا أصل يجب ضبطه وهو أن جعل المشبه المشبه به على ضربين‏:‏ أحدهما تنزله منزلة الشيء تذكره بأمر قد ثبت له فأنت لا تحتاج إلى أن تعمل في إثباته وتزجيته وذلك حيث تسقط ذكر المشبه من الشيئين ولا تذكره بوجه من الوجوه كقولك‏:‏ رأيت أسداً‏.‏
والثاني أن تجعل ذلك كالأمر الذي يحتاج إلى أن تعمل في إثباته وتزجيته‏.‏
وذلك حيث تجري اسم المشبه به صراحة على المشبه فتقول‏:‏ زيد أسد وزيد هو الأسد‏.‏
أو نجيء به على وجه يرجع إلى هذا كقولك‏:‏ إن لقيته لقيت به أسداً وإن لقيته ليلقينك منه الأسد‏.‏
فأنت في هذا كله تعمل في إثبات كونه أسداً أو الأسد وتضع كلامك له‏.‏
وأما في الأول فتخرجه مخرج ما لا يحتاج فيه إلى إثبات وتقرير‏.‏
والقياس يقتضي أن يقال في هذا الضرب أعني ما أنت تعمل في إثباته وتزجيته أنه تشبيه على حد المبالغة ويقتصر على هذا القدر ولا يسمى استعارة‏.‏
وأما التمثيل الذي يكون مجازاً لمجيئك به على حد الاستعارة فمثاله قولك للرجل يتردد في الشيء بين فعله وتركه‏:‏ أراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى‏.‏
فالأصل في هذا‏:‏ أراك في ترددك كمن يقدم رجلاً ويؤخر أخرى‏.‏
ثم اختصر الكلام وجعل كأنه يقدم الرجل ويؤخرها على الحقيقة كما كان الأصل في قولك‏:‏ رأيت أسداً‏:‏ رأيت رجلاً كالأسد ثم جعل كأنه الأسد على الحقيقة‏.‏
وكذلك تقول للرجل يعمل غير معمل‏:‏ أراك تنفخ في غير فحم وتخط على الماء فتجعله في ظاهر الأمر كأنه ينفخ ويخط والمعنى على أنك في فعلك كمن يفعل ذلك‏.‏
وتقول للرجل يعمل الحيلة حتى يميل صاحبه إلى الشيء قد كان يأباه ويمتنع منه‏:‏ ما زال يفتل في الذروة والغارب حتى بلغ منه ما أراد‏.‏
فتجعله بظاهر اللفظ كأنه كان منه فتل في ذروة وغارب‏.‏
والمعنى على أنه لم يزل يرفق بصاحبه رفقاً يشبه حاله فيه حال الرجل يجيء إلى البعير الصعب فيحكه ويفتل الشعر في ذروته وغاربه حتى يسكن ويستأنس‏.‏
وهو في المعنى نظير قولهم‏:‏ فلان يقرد فلاناً يعنى به

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
memo
رئيس مجلس الإدارة
رئيس مجلس الإدارة
avatar


عدد الرسائل : 103
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 24/10/2007

دلائل الإعجاز - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دلائل الإعجاز   دلائل الإعجاز - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 31, 2007 4:43 pm




أنه يتلطف له فعل الرجل ينزع القراد من البعير ليلذه ذلك فيسكن ويثبت في مكانه حتى يتمكن من أخذه‏.‏
وهكذا كل كلام رأيتهم قد نحوا فيه التمثيل ثم لم يفصحوا بذلك وأخرجوا اللفظ مخرجه إذا لم يريدوا تمثيلاً‏.‏
قد أجمع الجميع على أن الكناية أبلغ من الإفصاح والتعريض أوقع من التصريح وأن للاستعارة مزية وفضلاً وأن المجاز أبداً أبلغ من الحقيقة‏.‏
إلا أن ذلك وإن كان معلوماً على الجملة فإنه لا تطمئن نفس العاقل في كل ما يطلب العلم به حتى يبلغ فيه غايته وحتى يغلغل الفكر إلى زواياه وحتى لا يبقى عليه موضع شبهة ومكان مسألة فنحن وإن كنا نعلم أنك إذا قلت‏:‏ هو طويل النجاد وهو جم الرماد كان أبهى لمعناك وأنبل من أن تدع الكناية وتصرح بالذي تريد‏.‏
وكذا إذا قلت‏:‏ رأيت أسداً كان لكلامك مزية لا تكون إذا قلت‏:‏ رأيت رجلاً هو في معنى الشجاعة وفي قوة القلب وشدة البطش وأشباه ذلك وإذا قلت‏:‏ بلغني أنك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى كان أوقع من صريحه الذي هو قولك بلغني أنك تتردد في أمرك وأنك في ذلك كمن يقول‏:‏ أخرج ولا أخرج‏.‏
فيقدم رجلاً ويؤخر أخرى‏.‏
ونقطع على ذلك حتى لا يخالجنا شك فيه فإنما تسكن أنفسنا تمام السكون عرفنا السبب في ذلك والعلة ولم كان كذلك وهيأنا له عبارة تفهم عنا من نريد إفهامه وهذا هو قول في ذلك‏.‏
اعلم أن سبيلك أولاً أن تعلم أن ليست المزية التي تثبتها لهذه الأجناس على الكلام المتروك على ظاهره والمبالغة التي تدعي لها في أنفس المعاني التي يقصد المتكلم إليها بخبره ولكنها في طريق إثباته لها وتقريره إياها‏.‏
تفسير هذا أن ليس المعنى إذا قلنا‏:‏ الكناية أبلغ من التصريح أنك لما كنيت عن المعنى زدت في ذاته بل المعنى أنك زدت في إثباته فجعلته أبلغ وآكد وأشد‏.‏
فليست المزية في قولهم‏:‏ جم الرماد أنه دل على قرى أكثر بل المعنى أنك أثبت له القرى الكثير من وجه وهو أبلغ‏.‏
وأوجبته إيجاباً أشد وادعيته دعوى أنت بها أنطق وبصحتها أوثق‏.‏
وكذلك ليست المزية التي تراها لقولك‏:‏ رأيت أسداً على قولك‏:‏ ‏"‏ رأيت رجلاً لا يتميز من الأسد في شجاعته وجرأته أنك قد أفدت بالأول زيادة في مساواته الأسد بل أنك أفدت تأكيداً وتشديداً وقوة في إثباتك له هذه المساواة وفي تقريرك لها‏.‏
فليس تأثير الاستعارة إذاً في ذات المعنى وحقيقته بل في إيجابه والحكم به‏.‏
وهكذا قياس التمثيل ترى المزية أبداً في ذلك تقع في طريق إثبات المعنى دون المعنى نفسه‏.‏
فأذا سمعتهم يقولون‏:‏ إن من شأن هذه الأجناس أن تكسب المعاني نبلاً فضلاً وتوجب لها شرفاً وأن تفخمها في نفوس السامعين وترفع أقدارها عند مخاطبين فإنهم لا يريدون الشجاعة والقرى وأشباه ذلك من معاني الكلم المفردة وإنما يعنون إثبات معاني هذه الكلم لمن تثبت له ويخبر بها عنه‏.‏
هذا ما ينبغي للعاقل أن يجعله على ذكر منه أبداً وأن يعلم أن ليس لنا إذا نحن تكلمنا في البلاغة والفصاحة مع معاني الكلم المفردة شغل ولا هي منا بسبيل وإنما نعمد إلى الأحكام التي تحدث بالتأليف والتركيب‏.‏
وإذ قد عرفت مكان هذا المزية والمبالغة التي لاتزال تسمع بها وأنها في الإثبات دون المثبت فإن لها في كل واحد من هذه الأجناس سبباً وعلة‏.‏
أما الكناية فإن السبب في أن

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
memo
رئيس مجلس الإدارة
رئيس مجلس الإدارة
avatar


عدد الرسائل : 103
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 24/10/2007

دلائل الإعجاز - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دلائل الإعجاز   دلائل الإعجاز - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 31, 2007 4:43 pm




كان للإثبات بها مزية لا تكون للتصريح أن كل عاقل يعلم إذا رجع إلى نفسه أن إثبات الصفة بإثبات دليلها وإيجابها بما هو شاهد في جودها آكد وأبلغ في الدعوى من أن تجيء إليها فتثبتها ساذجاً غفلاً وذلك أنك لا تدعي شاهد الصفة ودليلها إلا والأمر ظاهر معروف وبحيث لا يشك فيه ولا يظن بالمخبر التجوز والغلط‏.‏
وأما الاستعارة فسبب ما ترى لها من المزية والفخامة أنك إذا قلت‏:‏ رأيت أسداً كنت قد تلطفت لما أردت إثباته له من فرط الشجاعة حتى جعلتها كالشيء الذي يجب له الثبوت والحصول وكالأمر الذي نصب له دليل يقطع بوجوده‏.‏
وذلك أنه إذا كان أسداً فواجب أن تكون له تلك الشجاعة العظيمة وكالمستحيل أو الممتنع أن يعرى عنها‏.‏
وإذا صرحت بالتشبيه فقلت‏:‏ رأيت رجلاً كالأسد كنت قد أثبتها إثبات الشيء يترجح بين أن يكون وبين أن لا يكون ولم يكن من حديث الوجوب في شيء‏.‏
وحكم التمثيل حكم الاستعارة سواء فإنك إذا قلت‏:‏ أراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى فأوجبت له الصورة التي يقطع معها بالتحير والتردد كان أبلغ لا محالة من أن تجري على الظاهر‏.‏
فتقول‏:‏ قد جعلت تتردد في أمرك فأنت كمن يقول‏:‏ أخرج ولا أخرج فيقدم رجلاً ويؤخر أخرى‏.‏
اعلم أن من شأن هذه الأجناس أن تجري فيها الفضيلة وأن تتفاوت التفاوت الشديد‏.‏
أفلا ترى أنك تجد في الاستعارة العامي المبتذل كقولنا‏:‏ رأيت أسداً ووردت بحراً ولقيت بحراً والخاصي النادر الذي لا تجده إلا في كلام الفحول ولا يقوى عليه إلا أفراد الرجال كقوله من الطويل‏:‏ وسالت بأعناق المطي الأباطح أراد أنها سارت سيراً حثيثاً في غاية السرعة وكانت سرعة في لين وسلاسة كأنه كانت سيولاً وقعت في تلك الأباطح فجرت بها‏.‏
ومثل هذه الاستعارة في الحسن واللطف وغلو الطبقة في هذه اللفظة بعينها قول الآخر من البسيط‏:‏ سالت عليه شعاب الحي حين دعا أنصاره بوجوه كالدنانير أراد أنه مطاع في الحي وأنهم يسرعون إلى نصرته وأنه لا يدعوهم لحرب أو نازل خطب إلا أتوه وكثروا عليه وازدحموا حواليه حتى تجدهم كالسيول تجيء من هاهنا وهاهنا وتنصب من هذا المسيل وذلك حتى يغص بها الوادي ويطفح منها‏.‏
ومن بديع الاستعارة ونادرها إلا أن جهة الغرابة فيه غير جهتها في هذا قول يزيد بن مسلمة بن عبد الملك يصف فرساً له وأنه مؤدب وأنه إذا نزل عنه وألقى عنانه في قربوس سرجه وقف مكانه إلى أن يعود إليه من الكامل‏:‏ عودته فيما أزور حبائبي إهماله وكذاك كل مخاطر وإذا احتبى قربوسه بعنانه علك الشكيم إلى انصراف الزائر فالغرابة هاهنا في الشبه نفسه وفي أن استدراك أن هيئة العنان في موقعه من قربوس سرج كالهيئة في موضع الثوب من ركبة المحتبي‏.‏
وليست الغرابة في قوله‏:‏ وسالت بأعناق المطي الأباطح على هذه الجملة وذلك أنه لم يغرب لأن جعل المطي في سرعة سيرها وسهولته الماء يجري في الأبطح فإن هذا شبه معروف ظاهر‏.‏
ولكن الدقة واللطف في خصوصية أفادها بأن جعل سال فعلاً للأباطح ثم عداه بالباء ثم بأن أدخل الأعناق في البيت فقال‏:‏ بأعناق المطي ولم يقل بالمطي ولو قال‏:‏ سالت المطي في الأباطح لم يكن شيئاً‏.‏
وكذلك الغرابة في البيت الآخر ليس في مطلق معنى سال ولكن في تعديته على والباء وبأن جعله فعلاً لقوله‏:‏ شعاب الحي‏.‏
ولولا هذه الأمور كلها لم

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
memo
رئيس مجلس الإدارة
رئيس مجلس الإدارة
avatar


عدد الرسائل : 103
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 24/10/2007

دلائل الإعجاز - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دلائل الإعجاز   دلائل الإعجاز - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 31, 2007 4:43 pm



يكن هذا حسن‏.‏
وهذا موضع يحق الكلام فيه‏.‏
اليوم يومان مذ غيبت عن بصري نفسي فداؤك ما ذنبي فأعتذر أمسي وأصبح لا ألقاك واحزنا لقد تأنق في مكروهي القدر سوار بن المضرب وهو لطيف جداً من الوافر‏:‏ بعرض تنوفة للريح فيها نسيم لا يروع الترب وان بعض الأعراب من الكامل‏:‏ ولرب خصم جاهدين ذوي شذاً تقذي عيونهم بهتر هاتر لد ظأرتهم على ما ساءهم وخسأت باطلهم بحق ظاهر المقصود‏:‏ لفظة خسأت‏.‏
ابن المعتز من الرجز‏:‏ حتى إذا ما عرف الصيد الضار وأذن الصبح لنا في الإبصار المعنى‏:‏ حتى إذا تهيأ لنا أن نبصر شيئاً لما كان تعذر الإبصار منعاً من الليل جعل إمكانه عند ظهور الصبح إذناً من الصبح‏.‏
وله من مجزوء الوافر‏:‏ بخيل قد بليت به يكد الوعد بالحجج وله من الطويل‏:‏ ومما هو في غاية الحسن وهو من الفن الأول قول الشاعر أنشده الجاحظ‏:‏ لقد كنت في قوم عليك أشحة بنفسك إلا أن ماطاح طائح يودون لو خاطوا عليك جلودهم ولا يدفع الموت النفوس الشحائح قال‏:‏ وإليه ذهب بشار في قوله من الرجز‏:‏ وصاحب كالدمل الممد حملته في رقعة من جلدي ومن سر هذا الباب أنك ترى اللفظة المستعارة قد استعيرت في عدة مواضع ثم ترى لها في بعض ذلك ملاحة لا تجدها في الباقي‏.‏
مثال ذلك أنك تنظر إلى لفظة الجسر في قول أبي تمام من البسيط‏:‏ لا يطمع المرء أن يجتاب لجته بالقول ما لم يكن جسراً له العمل وقوله من البسيط‏:‏ بصرت بالراحة العظمى فلم ترها تنال إلا على جسر من التعب فترى لها في الثاني حسناً لا تراه في الأول‏.‏
ثم تنظر إليها في قول ربيعة الرقي من البسيط‏:‏ قولي‏:‏ نعم ونعم إن قلت واجبة قالت‏:‏ عسى وعسى جسر إلى نعم فترى لها لطفاً وخلابة وحسناً ليس الفضل فيه بقليل‏.‏
ومما هو أصل في شرف الاستعارة أن ترى الشاعر قد جمع بين عدة استعارات قصداً إلى أن يلحق الشكل بالشكل وأن يتم المعنى والشبه فيما يريد‏.‏
مثاله قول امرئ القيس من الطويل‏:‏ فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف أعجازاً وناء بكلكل لما جعل لليل صلباً قد تمطى به ثنى ذلك فجعل له أعجازاً قد أردف بها الصلب وثلث فجعل له كلكلاً قد ناء به‏.‏
فاستوفى له جملة أركان الشخص وراعى ما يراه الناظر من سواده إذا نظر قدامه وإذا نظر إلى ما خلفه وإذا رفع البصر ومدده في عرض الجو‏.

القول في النظم وفي تفسيره
واعلم أن هاهنا أسراراً ودقائق لا يمكن بيانها إلا بعد أن نعد جملة من القول في النظم وفي تفسيره والمراد منه وأي شيء هو وما محصوله ومحصول الفضيلة فيه‏.‏
فينبغي أن نأخذ في ذكره وبيان أمره وبيان المزية التي تدعى له من أين تأتيه وكيف تعرض فيه وما أسباب ذلك وعلله وما الموجب له وقد علمت إطباق العلماء على تعظيم شأن النظم وتفخيم قدره والتنويه بذكره وإجماعهم أن لا فضل مع عدمه ولا قدر لكلام إذا هو لم يستقم له ولو بلغ في غرابة معناه ما بلغ‏.‏
وبتهم الحكم بأنه الذي لا تمام دونه ولا قوام إلا به وأنه القطب الذي عليه المدار والعمود الذي به الاستقلال‏.‏
وما كان بهذا المحل من الشرف وفي هذه المنزلة من الفضل وموضوعاً هذا الموضع من المزيه وبالغاً هذا المبلغ من الفضيلة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
memo
رئيس مجلس الإدارة
رئيس مجلس الإدارة
avatar


عدد الرسائل : 103
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 24/10/2007

دلائل الإعجاز - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دلائل الإعجاز   دلائل الإعجاز - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 31, 2007 4:44 pm



كان حرى بأن توقظ له الهمم وتوكل به النفوس وتحرك له الأفكار وتستخدم فيه الخواطر‏.‏
وكان العاقل جديراً أن لا يرضى من نفسه بأن يجد فيه سبيلاً إلى مزية علم وفضل استبانة وتلخيص حجة وتحريردليل‏.‏
ثم يعرض عن ذلك صفحاً ويطوي دونه كشحاً وأن يربأ بنفسه وتدخل عليه الأنفة من أن يكون في سبيل المقلد الذي لا يبت حكماً ولا يقتل الشيء علماً ولا يجد ما يبرىء من الشبهة ويشفي غليل الشاك‏.‏
وهو يستطيع أن يرتفع عن هذه المنزلة ويباين من هو بهذه الصفة فإن ذلك دليل ضعف الرأي وقصر الهمة ممن يختاره ويعمل عليه‏.‏
واعلم أن ليس النظم إلا أن تضع كلامك الوضع الذي يقتضيه علم النحو وتعمل على قوانينه وأصوله وتعرف مناهجه التي نهجت فلا تزيغ عنها وتحفظ الرسوم التي رسمت لك فلا تخل بشيء منها‏.‏
وذلك أنا لا نعلم شيئاً يبتغيه الناظم بنظمه غير أن ينظر في وجوه كل باب وفروقه‏.‏
فينظر في الخبر إلى الوجوه التي تراها في قولك‏:‏ زيد منطلق و زيد ينطلق وينطلق زيد ومنطلق زيد وزيد المنطلق والمنطلق زيد وزيد هو المنطلق وزيد هو منطلق‏.‏
وفي الشرط والجزاء إلى الوجوه التي تراها في قولك‏:‏ إن تخرج أخرج وإن خرجت خرجت وإن تخرج فأنا خارج وأنا خارج إن خرجت وأنا إن خرجت خارج‏.‏
وفي الحال إلى الوجوه التي تراها في قولك‏:‏ جاءني زيد مسرعاً وجاءني يسرع وجاءني وهو مسرع أو هو يسرع وجاءني قد أسرع وجاءني وقد أسرع‏.‏
فيعرف لكل من ذلك موضعه ويجيء به حيث ينبغي له‏.‏
وينظر في الحروف التي تشترك في معنى ثم ينفرد كل واحد منها بخصوصية في ذلك المعنى فيضع كلاً من ذلك في خاص معناه نحو أن يجيء ب ما في نفي الحال وب لا إذا أراد نفي الاستقبال وب إن فيما يترجح بين أن يكون وأن لا يكون وب إذ فيما علم أنه كائن‏.‏
وينظر في الجمل التي تسرد فيعرف موضع الفصل فيها من موضع الوصل ثم يعرف فيما حقه الوصل موضع الواو من موضع الفاء وموضع الفاء من موضع ثم وموضع أو وموضع لكن من موضع بل‏.‏
ويتصرف في التعريف والتنكير والتقديم والتأخير في الكلام كله وفي الحذف والتكرار والإضمار والإظهار فيضع كلا من ذلك مكانه ويستعمله على الصحة وعلى ما ينبغي له‏.‏
هذا هو السبيل فلست بواجد شيئاً يرجع صوابه إن كان صواباً وخطؤه إن كان خطأ إلى النظم ويدخل تحت هذا الاسم إلا وهو معنى من معاني النحو قد أصيب به موضعه ووضع في حقه أو عومل بخلاف هذه المعاملة فأزيل عن موضعه واستعمل في غير ما ينبغي له فلا ترى كلاماً قد وصف بصحة نظم أو فساده أو وصف بمزية وفضل فيه إلا وأنت تجد مرجع تلك الصحة وذلك الفساد وتلك المزية وذلك الفضل إلى معاني النحو وأحكامه ووجدته يدخل في أصل من أصوله ويتصل بباب من أبوابه‏.‏
هذه جملة لا تزداد فيها نظراً إلا ازددت لها تصوراً وازدادت عندك صحة وازددت بها ثقة وليس من أحد تحركه لأن يقول في أمر النظم شيئاً إلا وجدته قد اعترف لك بها أو ببعضها ووافق فيها‏.‏
درى ذلك أو لم يدر‏.‏
ويكفيك أنهم قد كشفوا عن وجه ما أردناه حيث ذكروا فساد النظم فليس من أحد يخالف في نحو قول الفرزدق من الطويل‏:‏ وما

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
memo
رئيس مجلس الإدارة
رئيس مجلس الإدارة
avatar


عدد الرسائل : 103
العمر : 29
تاريخ التسجيل : 24/10/2007

دلائل الإعجاز - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دلائل الإعجاز   دلائل الإعجاز - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 31, 2007 4:44 pm




مثله في الناس إلا مملكا أبو أمه حي أبوه يقاربه وقول المتنبي من الكامل‏:‏ ولذا اسم أغطية العيون جفونها من أنها عمل السيوف عوامل وقوله‏:‏ الطيب أنت إذا أصابك طيبه والماء أنت إذا اغتسلت الغاسل وقوله‏:‏ من الطويل‏:‏ وقول أبي تمام من الكامل‏:‏ ثانيه في كبد السماء ولم يكن لاثنين ثان إذ هما في الغار وقوله من البسيط‏:‏ يدي لمن شاء رهن لم يذق جرعاً من راحتيك درى ما الصاب والعسل وفي نظائر ذلك مما وصفوه بفساد النظم وعابوه من جهة سوء التأليف أن الفساد والخلل كانا من أن تعاطى الشاعر ما تعاطاه من هذا الشأن على غير الصواب وصنع في تقديم أو تأخير أو حذف وإضمار أو غير ذلك ما ليس له أن يصنعه وما لا يسوغ ولا يصح على أصول هذا العلم‏.‏
وإذا ثبت أن سبب فساد النظم واختلاله أن لا يعمل بقوانين هذا الشأن ثبت أن سبب صحته أن يعمل عليها‏.‏
ثم إذا ثبت أن مستنبط صحته وفساده من هذا العلم ثبت أن الحكم كذلك في مزيته والفضيلة التي تعرض فيه‏.‏
وإذا ثبت جميع ذلك ثبت أن ليس هو شيئاً غير توخي معاني هذا العلم وأحكامه فيما بين الكلم‏.‏
والله الموفق للصواب‏.‏
وإذ قد عرفت ذلك فاعمد إلى ما تواصفوه بالحسن وتشاهدوا له بالفضل ثم جعلوه كذلك من أجل النظم خصوصاً دون غيره مما يستحسن له الشعر أو غير الشعر من معنى لطيف أو حكمة أو أدب أو استعارة أو تجنيس أو غير ذلك مما لا يدخل في النظم‏.‏
وتأمله فإذا رأيتك قد ارتحت واهتززت واستحسنت فانظر إلى حركات الأريحية مم كانت وعند ماذا ظهرت فإنك ترى عياناً أن الذي قلت لك كما قلت‏.‏
اعمد إلى قول البحتري من المتقارب‏:‏ بلونا ضرائب من قد نرى فما إن رأينا لفتح ضريبا هو المرء أبدت له الحادثا ت عزماً وشيكاً ورأياً صليبا تنقل في خلقي سؤدد سماحاً مرجى وبأساً مهيبا فكالسيف إن جئته صارخاً وكالبحر إن جئته مستثيبا فإذا رأيتها قد راقتك وكثرت عندك ووجدت لها اهتزاراً في نفسك فعد فانظر في السبب واستقص في النظر فإنك تعلم ضرورة أن ليس إلا أنه قدم وأخر وعرف ونكر وحذف وأضمر وأعاد وكرر وتوخى على الجملة وجهاً من الوجوه التي يقتضيها علم النحو فأصاب في ذلك كله ثم لطف موضع صوابه وأتى مأتى يوجب الفضيلة أفلا ترى أن أول شيء يروقك منها قوله‏:‏ هو المرء أبدت له الحادثه ثات ثم قوله‏:‏ تنقل في خلقي سؤدد بتنكير السؤدد وإضافة الخلقين إليه‏.‏
ثم قوله‏:‏ فكالسيف وعطفه بالفاء مع حذفه المبتدأ لأن المعنى‏:‏ لا محالة فهو كالسيف‏.‏
ثم تكريره الكاف في قوله‏:‏ وكالبحر ثم أن قرن إلى كل واحد من التشبيهين شرطاً جوابه فيه‏.‏
ثم أن أخرج من كل واحد من الشرطين حالاً على مثال ما أخرج من الآخر وذلك قوله صارخاً هناك ومستثيباً هاهنا‏.‏
لا ترى حسناً تنسبه إلى النظم ليس سببه ما عددت أوما هو في حكم ما عددت فأعرف ذلك‏.‏
وإن أردت أظهر أمراً في هذا المعنى فانظر إلى قول إبراهيم بن العباس‏:‏ فلو إذ نبا دهر وأنكر صاحب وسلط أعداء وغاب نصير تكون عن الأهواز داري بنجوة ولكن مقادير جرت وأمور وإني لأرجو بعد هذا محمداً لأفضل ما يرجى أخ ووزير فإنك ترى ما ترى من الرونق والطلاوة ومن


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دلائل الإعجاز
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات القمة الإسلامية :: .:[ المنتدى الاسلامي1 ]:. :: القــراّن الكـريــم-
انتقل الى: